آهات حول تصريحات الوزراء- صدمة وآمال مُخيبة للوطن والمواطن

المؤلف: عبدالله عمر خياط08.05.2025
آهات حول تصريحات الوزراء- صدمة وآمال مُخيبة للوطن والمواطن

آه، ألف آه تتردد في أعماقي! يا ليتني ما سمعت تلك التصريحات، ولا قرأت تلك الأقوال الصادرة عن وزراء ذوي شأن رفيع، وعن نائب وزير يُعوَّل عليه في وزارة يُفترض بها أن تخطط لمستقبل زاهر، ثم يفاجئنا بما يثير الشكوك حول قدرته على التخطيط الرشيد والسديد.

ورغم تأخري في الخوض في هذه الهفوات، لا أقول الأخطاء، لأنها تجاوزت حد الخطأ لتسيء إلى سمعة الوطن الغالي وإمكاناته الجمة، وإلى المواطن السعودي وكفاءته العالية التي لا يجرؤ أحد على التقليل منها، أو عن تصرف أمين بلدية المدينة المنورة الذي يطالب الموظفين بالبصمة خمس مرات يومياً، بل أكاد أجزم أنه كان يودها سبعاً، لكنه استعاذ بالله واختصرها إلى خمس، وهو ما سأتناوله بالتفصيل في مقالي هذا وغداً.

نعم، لقد تأخرت عن الكتابة والمشاركة ليس تكاسلاً أو تقصيراً، وإنما لظروف قاهرة أسأل الله ألا يبتلي بها أحداً منكم، أو من أولئك الذين أخطأوا وأدلوا بتصريحاتهم المؤسفة.

وليس مهماً عندي أن يتساءل أحدهم: "ولمَ هذه المقدمة الطويلة؟" فالجواب حاضر لدي: أنني بعد ستة وخمسين عاماً قضيتها في العمل الصحفي المضني والكتابة اليومية التي بدأتها عام 1381هـ في مكتب جريدة "البلاد السعودية" العريقة، والذي كان يديره الأستاذ القدير محمد عمر توفيق - رحمه الله - لا يمكنني أبداً أن أقول ما ليس لي به علم، ولا أن أخون شرف مهنتي الصحفية النبيلة بكلام يفتقر إلى المصداقية والحقيقة.

وبدايةً، أود أن أشيد بجريدة "عكاظ" الغراء التي تعاملت مع هذه القضية بحرفية مشهودة، وبأن ما كتبه زملائي الأعزاء وزميلاتي الفاضلات من الكتاب والكاتبات كان نموذجاً يحتذى به في الصدق والأمانة، وإبداعاً وتميزاً في التناول والتحليل، دون استثناء لأحد منهم.

أما تلك الهفوات والتصريحات المؤسفة، فقد عرضت بلادنا الغالية لانتقادات الصحف الأجنبية التي لا يحق لها التدخل في شؤوننا الداخلية لولا تلك التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها بعض الوزراء ونوابهم، والأهم من ذلك هو خيبة الأمل التي أصابت المواطنين لما صدر عنهم من أحاديث وتصريحات شكلت صدمة عنيفة لا يمكن أن تمحوها الاعتذارات، وذلك لاعتقادهم الراسخ بأن ما صدر عنهم في البداية هو الحقيقة المرة التي أساءت إلى الوطن والمواطن على حد سواء.

وإلا فمن يصدق أن إنتاجية المواطن من أبنائنا وإخواننا الموظفين لا تتجاوز الساعة الواحدة فقط!! أو أن الاحتياطات المالية والصناديق السيادية التي أتيحت لها فرص تاريخية ذهبية في أيام الوفرة والرخاء، مع ما جنته من فوائد طائلة، غير قادرة على سد العجز المالي والحفاظ على التوازن الاقتصادي في أوقات الشدة والعسر؟

أو ما صرح به نائب وزير التخطيط من مفاجآت صادمة تزعم "أن المملكة العربية السعودية ستتعرض للإفلاس خلال أربع سنوات فقط"!!

حسبنا الله ونعم الوكيل، وإلى مقال الغد لاستكمال الحديث عن هذه المواضيع الشائكة، ومن بينها مطالبة أمين بلدية المدينة المنورة لموظفيها بالتبصيم خمس مرات يومياً.

السطر الأخير:

ليس الجمال بمئزرٍ فاعلم وإن رُدّيـت بُـردا
إنّ الجمال منابِتٌ تَنبتُ النّدى ورْداً

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة

[email protected]

عبدالله عمر خياط

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة