بكر الشدي- إرث المسرح السعودي يتردد صداه بعد الرحيل

المؤلف: سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@08.04.2025
بكر الشدي- إرث المسرح السعودي يتردد صداه بعد الرحيل

منذ رحيلك يا بكر، والخشبة في سبات عميق، كم تفتقدك الأروقة!

جهود فهد ردة ورفاقه الأدباء والممثلين، على الرغم من تفانيهم، لم تفلح في إيقاظه الكامل.

الشرخ الذي أحدثه غياب رؤوب، ترك فراغًا لا يملأه الزمن.

وفي محاولة لإحياء الفن المسرحي، بادرت وزارة الثقافة بإنشاء فرقة وطنية متخصصة في المسرح السعودي، كمبادرة كريمة.

وتحت قيادة القدير عبدالعزيز السماعيل، الذي تم تعيينه رئيسًا لها، انطلقت الفرقة نحو آفاق جديدة.

يا أبا فيصل،

حتى بعد ستة عشر عامًا من فراقك، لم تتوقف الأخبار السارة عن الوصول إلينا تباعًا.

فقد قامت «هيئة الترفيه» الموقرة بتخليد اسمك الخالد على مسرح يحمل اسمك.

يقع المسرح على مقربة من مرقدك الطاهر، تحديدًا على بعد خمسة وثلاثين كيلومترًا تقريبًا.

تخيل روعة الاسم وجلاله!

«مسرح بكر الشدّي»، اسم سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال.

وقد زينت صورتك البهيجة جوار اسمك الكريم على واجهة المسرح.

وكأنهم بلسان حالهم يعترفون بالجميل ويقولون:

«نحن مدينون لك بفيض من العرفان والتقدير»..

فالجيل الذي قمت بصناعته ورعايته،

في خضم تحديات «العولمة» المتسارعة،

والذي وجهته بحكمة وبصيرة من وراء الستار،

قد أصبح اليوم نجومًا لامعة في سماء الفن.

ولكن بالرغم من كل هذه الإنجازات والتقدير يا سيدي،

يبقى الشوق إليك يملأ قلوبنا ويؤرق مضاجعنا.

نفتقد القامة الشامخة، الرجل الذي كان يأنف من «المبادئ التعيسة»..

رجل الشعب البسيط،

الذي كان يعرف حق المعرفة ما الذي يصبو إليه «رجل الشارع البسيط»..

أما أولئك الذين حاولوا النيل منك،

فقد خبا صوتهم وانطفأ ذكرهم تمامًا واضمحل.

صحيح أن اللحظات الجميلة قد تأخرت قليلًا، «بعد الوعد جات بسنين»..

إلا أنها جاءت لتؤكد لنا أن لنا «مع السعد وعد» لا يخلف.

فيا حبيبنا،

«نَم بسلام» قرير العين..

فإن قطار الحظ والمجد لن يتوقف عن المسير،

وعطاؤك الثر لن ينضب أبدًا، وسيظل نبراسًا للأجيال القادمة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة