العودة إلى فصلين دراسيين- رؤية السعودية ومستقبل التعليم
المؤلف: خالد السليمان08.20.2025

أعلنت وزارة التعليم عن العودة مجددًا إلى نظام الفصلين الدراسيين، إلا أن هذه العودة تأتي في سياق تحولات جذرية شهدها المشهد التعليمي في السنوات الأخيرة، مما يزرع بذور التفاؤل بتحقيق أداء تعليمي أكثر تأثيرًا وفعالية، وقادرًا على بلوغ الأهداف المنشودة على الوجه الأمثل!
ومن الأمور الجديرة بالثناء والإشادة، إصدار التقويم الدراسي لأربع سنوات قادمة، حيث يسهم هذا الإجراء في إرساء الاستقرار لبرامج المؤسسات التعليمية، ويتيح لأولياء الأمور التخطيط لإجازاتهم والاستفادة منها بصورة ممنهجة ومنظمة على أكمل وجه!
وانطلاقًا من موقعي كولي أمر، أرى أن نظام الفصول الثلاثة قد أثمر عن تحقيق غاياته المنشودة، وأن العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين تندرج في إطار استراتيجية تعليمية راسخة، لم تعد رهينة للاجتهادات الفردية، بل تستند إلى مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة، فالتعليم يمثل الركيزة الأساسية في بناء مقومات هذه الرؤية وتحقيق تطلعاتها المستقبلية!
لقد أتاح نظام الفصول الثلاثة، بما تضمنه من إجازات موزعة على مدار العام الدراسي، للطلاب والطواقم التعليمية والإدارية فسحة ضرورية للتخفيف من أعباء وضغوط العام الدراسي، ومصدرًا لتجديد النشاط واستئناف أداء المهام والمسؤوليات بكل حيوية!
وفي حين يغيب مصطلح «الإجازات المطولة» عن الرزنامة الدراسية الجديدة، إلا أن توزيع الإجازات لم يغفل أهمية تخصيص فترات للراحة وتخفيف الأعباء ومنح الفرص لالتقاط الأنفاس، حيث لم يطرأ أي تغيير على عدد أيام الدراسة (180 يومًا)، وكذلك عدد أيام الإجازات المتاحة!
ومن الأهمية بمكان أن نعي جميعًا - في الوزارة، والمدرسة، والمنزل - أن المسؤولية هي مسؤولية تكاملية، وأن الاستثمار الأمثل في الأبناء يمثل مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف المعنية. ولضمان نجاح هذا الاستثمار وتحقيق أقصى عوائده، لا بد من توحيد وتضافر الجهود، مع التسليم بأن المسؤولية الجوهرية تقع على عاتق المؤسسة التعليمية، فهي صاحبة الدور القيادي في تنظيم وإدارة العملية التعليمية برمتها، بينما يمثل دور الأسرة مكملاً وداعمًا لهذا الدور المحوري!
ولا مناص من أن تلتزم المؤسسة التعليمية بتعهداتها في إصلاح البيئة المدرسية، وتعزيز جاذبيتها، ورفع مستوى كفاءة الطواقم التعليمية، وتطوير المناهج والوسائل التعليمية، بما يضمن إعداد أجيال مؤهلة وقادرة على حمل راية المستقبل بكل اقتدار وجدارة!