تبذير المال العام- دعوة للحجر على السفهاء حفاظاً على النعمة
المؤلف: أحمد عجب07.31.2025

كم هو جارح ومؤلم أن تجلس متسمراً أمام شاشة تعرض صوراً مروعة لقرية أفريقية يفتك بها الجوع، حيث تتحول الأجساد إلى هياكل عظمية واهنة، ثم تتلقى بعدها رسالة على هاتفك النقال تعرض وليمة عائلية باذخة، حيث يجلس كل فرد منهمكاً في تناول لحم الضأن الشهي، وبعد الانتهاء يغسلون أيديهم بمسحة من دهن العود الفاخر! يزداد الألم حدةً حين تشاهد أطفال سوريا وهم يعيشون حياة التشرد القاسية في مخيمات متداعية، يكابدون الخوف والفقر وبرد الشتاء القارس، ثم تصلك رسالة أخرى تعرض ابنة أحد تجار المدينة الكبار وهي تحتفل بمولودها الجديد في جناح فندقي فخم، وقد صنعت من أوراق المال باقات ورود وأكاليل زينة وتحفاً مختلفة! يبلغ الألم ذروته عندما يعجز بعض المواطنين عن توفير المال الكافي لدفع إيجار منازلهم وسد احتياجات أسرهم في نهاية الشهر، وبعد ذلك تتلقى رسالة تعرض مالكاً للإبل والأغنام وهو يزين أعناق حيواناته برشات من الذهب الخالص اللامع!
هؤلاء الأشخاص، الذين يبالغون في التباهي والتفاخر دون أي فائدة حقيقية، يُطلق عليهم في اللهجة العامية مصطلح "المهايطية". ولكن هذا المصطلح العصري والفضفاض قد منحهم حصانة زائفة وأبعدهم عن المساءلة الشرعية والقانونية التي يستحقونها. هؤلاء الأشخاص هم ببساطة "سفهاء"، لأنهم ينفقون أموالهم ببذخ وإسراف في غير موضعها الصحيح، ولا يقدرون قيمتها الحقيقية!.
ما زال هؤلاء المبذرون يوثقون تصرفاتهم الحمقاء وينشرون مقاطع الفيديو المستفزة وهم "يلهون بالمال لعباً". هؤلاء يمتلكون ثروات هائلة تفوق حاجتهم الأساسية، ولذلك أقترح تفعيل النصوص الشرعية والقانونية، والشروع في إجراءات الحجر على كل سفيه، بما يضمن الحفاظ على هذه الأموال المهدرة وتوجيهها نحو المصلحة العامة وتحقيق النفع المجتمعي.
إن العائد من تطبيق نظام الحجر لن يكون اقتصادياً فحسب، بل سيمتد ليشمل الإصلاح المعنوي والاجتماعي. وأولى هذه الفوائد هي اتقاء غضب الله سبحانه وتعالى، فكم من قرى أهلكت وتغيرت أحوال أهلها بسبب جحود النعم وتبديدها! وثانيها، إبراز صورتنا الحضارية الراقية التي تنبذ الإسراف ومظاهر البذخ والترف المفرط. وثالثها، الحفاظ على سمعتنا الطيبة أمام العالم أجمع، فمن غير اللائق أن يظهر مواطن سعودي يتباهى بالنعمة الفائضة بينما يبحث إنسان آخر في دولة فقيرة عن لقمة عيش أو مأوى يؤويه!.
إن قائمة "المهايطية" طويلة جداً، فمنهم أولئك الذين أشرنا إليهم في بداية هذه المقالة، ومنهم أيضاً من يُطلق عليهم "أعضاء الشرف"، حيث يقوم الواحد منهم بضخ عشرات الملايين من الريالات سنوياً لدعم خزينة ناديه المفضل دون أن يحقق أي عائد مالي يذكر. ومنهم أيضاً من يدخلون مزادات غير مجدية بمبالغ طائلة لشراء لوحة سيارة مميزة أو منديل يعود لمغنية مشهورة!.
إن ما ستجنيه البلاد من التعامل الحازم مع هؤلاء السفهاء لن يكون فيه أي انتقاص من كرامة الإنسان، كما قد يتوهم البعض، بل سيمثل حماية لهم من أفعالهم الطائشة وقراراتهم غير الرشيدة، بالإضافة إلى توجيه أموالهم الطائلة (التي لا يعرفون أين يضعونها) بما يخدم ويعزز رؤية الوطن الطموحة. وحتى يكتمل المشهد، فإنني أطالب بالإعلان عن هذا الحجر بشكل علني من خلال منحهم فرصة التقاط صورة سيلفي أخيرة وهم يضعون رزمة من النقود في الخزينة، وعلى الصورة تظهر ملامح وجه عابسة وعبارة "هذه هي نهاية التباهي والغرور"!.
هؤلاء الأشخاص، الذين يبالغون في التباهي والتفاخر دون أي فائدة حقيقية، يُطلق عليهم في اللهجة العامية مصطلح "المهايطية". ولكن هذا المصطلح العصري والفضفاض قد منحهم حصانة زائفة وأبعدهم عن المساءلة الشرعية والقانونية التي يستحقونها. هؤلاء الأشخاص هم ببساطة "سفهاء"، لأنهم ينفقون أموالهم ببذخ وإسراف في غير موضعها الصحيح، ولا يقدرون قيمتها الحقيقية!.
ما زال هؤلاء المبذرون يوثقون تصرفاتهم الحمقاء وينشرون مقاطع الفيديو المستفزة وهم "يلهون بالمال لعباً". هؤلاء يمتلكون ثروات هائلة تفوق حاجتهم الأساسية، ولذلك أقترح تفعيل النصوص الشرعية والقانونية، والشروع في إجراءات الحجر على كل سفيه، بما يضمن الحفاظ على هذه الأموال المهدرة وتوجيهها نحو المصلحة العامة وتحقيق النفع المجتمعي.
إن العائد من تطبيق نظام الحجر لن يكون اقتصادياً فحسب، بل سيمتد ليشمل الإصلاح المعنوي والاجتماعي. وأولى هذه الفوائد هي اتقاء غضب الله سبحانه وتعالى، فكم من قرى أهلكت وتغيرت أحوال أهلها بسبب جحود النعم وتبديدها! وثانيها، إبراز صورتنا الحضارية الراقية التي تنبذ الإسراف ومظاهر البذخ والترف المفرط. وثالثها، الحفاظ على سمعتنا الطيبة أمام العالم أجمع، فمن غير اللائق أن يظهر مواطن سعودي يتباهى بالنعمة الفائضة بينما يبحث إنسان آخر في دولة فقيرة عن لقمة عيش أو مأوى يؤويه!.
إن قائمة "المهايطية" طويلة جداً، فمنهم أولئك الذين أشرنا إليهم في بداية هذه المقالة، ومنهم أيضاً من يُطلق عليهم "أعضاء الشرف"، حيث يقوم الواحد منهم بضخ عشرات الملايين من الريالات سنوياً لدعم خزينة ناديه المفضل دون أن يحقق أي عائد مالي يذكر. ومنهم أيضاً من يدخلون مزادات غير مجدية بمبالغ طائلة لشراء لوحة سيارة مميزة أو منديل يعود لمغنية مشهورة!.
إن ما ستجنيه البلاد من التعامل الحازم مع هؤلاء السفهاء لن يكون فيه أي انتقاص من كرامة الإنسان، كما قد يتوهم البعض، بل سيمثل حماية لهم من أفعالهم الطائشة وقراراتهم غير الرشيدة، بالإضافة إلى توجيه أموالهم الطائلة (التي لا يعرفون أين يضعونها) بما يخدم ويعزز رؤية الوطن الطموحة. وحتى يكتمل المشهد، فإنني أطالب بالإعلان عن هذا الحجر بشكل علني من خلال منحهم فرصة التقاط صورة سيلفي أخيرة وهم يضعون رزمة من النقود في الخزينة، وعلى الصورة تظهر ملامح وجه عابسة وعبارة "هذه هي نهاية التباهي والغرور"!.