سوسة الأندية السوداء- آفة تنخر النصر من الداخل

المؤلف: صالح الفهيد07.31.2025
سوسة الأندية السوداء- آفة تنخر النصر من الداخل

من منا يجهل خطر سوسة النخيل الحمراء؟ إنها آفة تتسم بخبث شديد، إذ غالباً ما يتم اكتشافها بعد فوات الأوان، أي بعد أن تكون قد أجهزت على النخلة المسكينة. ببساطة، تتسلل هذه الحشرة الماكرة إلى قلب النخلة وتبدأ بنخرها من الداخل بصمت وثبات، حتى تسقط الشجرة أرضاً. وعندما نكتشف وجودها، يكون الأوان قد فات لإنقاذ النخلة واستعادة عافيتها.

يا للأسف، إن معظم أنديتنا الرياضية قد ابتليت بآفة مماثلة، ألا وهي "سوسة الأندية السوداء". هذه السوسة ليست سوى كائنات بشرية خبيثة، تلعب أدواراً تخريبية داخل هذه الصروح الرياضية. قد يكون هذا "السوس" إدارياً متنفذاً، أو لاعباً متهوراً، أو عضواً شرفياً لامبالياً، أو حتى إعلامياً مغرضاً، لكن يبقى دوره وتأثيره داخل النادي واحداً: النخر من الداخل، تماماً كما تفعل السوسة الحمراء بالنخلة.

نادي النصر، مثله كمثل العديد من الأندية الأخرى، قد أصيب في هذه الحقبة بهذه الآفة الفتاكة. وهي ما زالت تواصل نخر جسده بإثارة النعرات والفتن بين أبناء النادي، ومحاربة المخلصين الذين لا يتماشون مع أهواء "المعزب" الذي يظن السوس الأسود أنه يخدمه بإخلاص، ورهن إشارته، وأنه يقف معه سنداً في وجه خصومه، حتى لو كان ثمن ذلك هو تدمير النادي والقضاء عليه. فالمهم بالنسبة للسوس الأسود هو أن يحقق "المعزب" انتصاراً ساحقاً على جميع خصومه، بأي ثمن كان. لا يهمه المصلحة العامة للنادي.

المأساة الحقيقية لنادي النصر مع "السوسة السوداء" هي أنها أصبحت تمارس مهمتها التدميرية على رؤوس الأشهاد، وأحياناً باسم "المعزب" نفسه، متسترة بشعارات زائفة عن مصلحة النادي والدفاع عنه ومحاربة خصومه. في الواقع، إنها تؤذي النادي وتلحق به أضراراً جسيمة تفوق ما يفعله خصومه الحقيقيون بأضعاف مضاعفة.

وما يثير الغضب والاستياء الشديد هو أن كبار النصر لا يححركون ساكناً لمكافحة السوس الأسود وحماية النادي من شروره، بل إنهم متهمون في بعض الحالات بتشجيع هذا السوس ودعمه واستغلاله لخدمة مصالحهم الضيقة في إطار صراعاتهم الداخلية على النفوذ داخل النادي. إنها قمة الاستهتار بمقدرات النادي ومستقبله.

بالطبع، لن أقوم هنا بذكر أسماء بعينها، فالسوس الأسود الذي ينخر في جسد الكيان النصراوي بات معروفاً للقاصي والداني، ومعروفاً أيضاً من يدعمه ويوفر له الغطاء المناسب لمواصلة مهمته التخريبية. الجميع يعلم من هم المتورطون في هذه المهزلة.

وجمهور النصر العظيم، الذي يتابع بحسرة وألم وإحباط شديدين ما يجري هذه الأيام في البيت النصراوي من صراعات وخلافات مستمرة ومتعددة الأطراف، يضع يده على قلبه خوفاً على مستقبل الكيان العريق، ولسان حاله يردد بيأس: "اللهم اكفني شر أصدقائي، أما أعدائي فإني كفيل بهم".

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة