عدن- إنقاذ شاب من 117 مسمارًا بعملية جراحية معقدة

في مشهد طبي استثنائي، شهدته العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، نجح فريق طبي متخصص في أحد مستشفياتها في مهمة إنقاذ شاب يمني من أبناء مدينة الحوطة التابعة لمحافظة لحج، وذلك بعد إخضاعه لعملية جراحية معقدة لإزالة عدد هائل من الأجسام الغريبة من معدته، شملت 117 مسمارًا وإبرتي خياطة، وتُعتبر هذه الواقعة من الحالات الطبية الأشد غرابة التي ظهرت في المدينة خلال الأعوام الأخيرة.

ووفقًا لما ورد من مصادر طبية وتقارير إعلامية، فقد نُقل الشاب اليمني، المدعو حسين، إلى أحد مستشفيات عدن وهو في وضع صحي دقيق، إذ كان يتألم بشدة في منطقة البطن، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، بما فيها التصوير بالأشعة، تفاجأ الأطباء بوجود كمية كبيرة من الأجسام المعدنية الغريبة داخل معدته، والتي تضمنت 117 مسمارًا بطول يقارب 2 بوصة، بالإضافة إلى إبرتي خياطة ومسمار صغير يُستخدم عادة في أجهزة تكييف الهواء.

وأفادت مصادر قريبة من المريض بوجود خمسة مسامير أخرى لا تزال مستقرة داخل جسده، مما يستدعي متابعة طبية حثيثة ومستمرة، الأمر الذي وضع الفريق الطبي، الذي تولى قيادة العملية الجراحية، أمام تحديات جسيمة بالنظر إلى ندرة الحالة وعدد الأجسام الغريبة المكتشفة.

وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي تعيشها المستشفيات في عدن، والتي تتضمن نقصًا حادًا في المعدات والموارد نتيجة للصراع الدائر في اليمن، استطاع الأطباء إنجاز العملية بنجاح باهر، الأمر الذي ساهم في إنقاذ حياة الشاب وتجنيبه مضاعفات خطيرة كانت لتودي بحياته.

وتواجه عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، مصاعب صحية جمة نتيجة للحرب الأهلية المستمرة منذ العام 2015، فنقص الإمدادات الطبية، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وتدهور البنية التحتية للمستشفيات، كلها عوامل جعلت من تقديم الرعاية الصحية مهمة مضنية للغاية، ومع ذلك، يواصل الأطباء والطواقم الطبية في المدينة تقديم خدماتهم بكل تفان وإخلاص في ظل ظروف قاسية، مما يعكس التزامهم العميق بإنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة المرضى.